سورة الرعد - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


قوله عز وجل: {والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا بما أنزل عليه من القرآن، قاله قتادة وابن زيد.
الثاني: أنهم مؤمنو أهل الكتاب، قاله مجاهد.
الثالث: أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى فرحوا بما أنزل عليه من تصديق كتبهم، حكاه ابن عيسى.
{ومِن الأحزاب من ينكر بعضه} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم اليهود والنصارى والمجوس، قاله ابن زيد.
الثاني: أنهم كفار قريش.
وفي إنكارهم بعضه وجهان:
أحدهما: أنهم عرفوا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم وأنكروا نبوته.
الثاني: أنهم عرفوا صِدْقه وأنكروا تصديقه.


قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا رُسُلاً من قبلك وجعلنا لهم أزوجاً وذرية} يعني بالأزواج النساء، وبالذرية الأولاد. وفيه وجهان:
أحدهما: معناه أن من أرسلناه قبلك من المرسلين بشر لهم أزواج وذرية كسائر البشر، فلمَ أنكروا رسالتك وأنت مثل من قبلك.
الثاني: أنه نهاه بذلك عن التبتل، قاله قتادة.
وقيل إن اليهود عابت على النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج، فأنزل الله تعالى إلى ذلك فيهم يعلمهم أن ذلك سُنَّة الرسل قبله.
{وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} قيل إن مشركي قريش سألوه آيات قد تقدم ذكرها في هذه السورة فأنزل الله تعالى ذلك فيهم.
{ولكل أجل كتابٌ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه لكل كتاب نزل من السماء أجل. وهو من المقدِّم والمؤخر، قاله الضحاك.
الثاني: معناه لكل أمر قضاه الله تعالى كتاب كتبه فيه، قاله ابن جرير.
الثالث: لكل أجل من آجال الخلق كتاب عند الله تعالى، قاله الحسن.
ويحتمل رابعاً: لكل عمل خَبر.
قوله عز وجل: {يمحو الله ما يشاء ويثبت} فيه سبعة تأويلات:
أحدها: يمحو الله ما يشاء من أمور عباده فيغيره إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران، قاله ابن عباس.
الثاني: يمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء في كتاب سوى أُم الكتاب، وهما كتابان أحدهما: أم الكتاب لا يغيره ولا يمحو منه شيئاً كما أراد، قاله عكرمة.
الثالث: أن الله عز وجل ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسخه، قاله قتادة وابن زيد.
الرابع: أنه يمحو مَنْ قد جاء أجلُه ويثبت من لم يأت أجلُه، قاله الحسن.
الخامس: يغفر ما يشاء من ذنوب عباده، ويترك ما يشاء فلا يغفره، قاله سعيد بن جبير.
السادس: أنه الرجل يقدم الطاعة ثم يختمها بالمعصية فتمحو ما قد سلف، والرجل يقدم المعصية ثم يختمها بالطاعة فتمحو ما قد سلف، وهذا القول مأثور عن ابن عباس أيضاً.
السابع: أن الحفظة من الملائكة يرفعون جميع أقواله وأفعاله، فيمحو الله عز وجل منها ما ليس فيه ثواب ولا عقاب، ويثبت ما فيه الثواب والعقاب، قاله الضحاك.
{وعنده أم الكتاب} فيه ستة تأويلات:
أحدها: الحلال والحرام، قاله الحسن.
الثاني: جملة الكتاب، قاله الضحاك.
الثالث: هو علم الله تعالى بما خلق وما هو خالق، قاله كعب الأحبار.
الرابع: هو الذكر، قاله ابن عباس.
الخامس: أنه الكتاب الذي لا يبدل، قاله السدي.
السادس: أنه أصل الكتاب في اللوح المحفوظ، قاله عكرمة.


قوله عز وجل: {أوَلم يروا أنا نأتي الأرض ننقُصُها من أطرافها} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: بالفتوح على المسلمين من بلاد المشركين، قاله قتادة.
الثاني: بخراجها بعد العمارة، قاله مجاهد.
الثالث: بنقصان بركتها وتمحيق ثمرتها، قاله الكلبي والشعبي.
الرابع: بموت فقهائها وخيارها، قاله ابن عباس.
ويحتمل خامساً: أنه بجور ولاتها.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9